بين القراءة والتدوين

كتابة إيثار حسن


في هذا العام، أتممت العام التاسع بتدوين أيامي، وأتممت كذلك العام الخامس في قراءة الملاحظات الروايات الفلسفات والمقالات، أهفو إلى إتمام العام العاشر مع ثلوثين وأتوق لأن أتدرب وأطوّر معكم نظرتي الفلسفية بعض الشيء، وقراءة لوحاتي وألواني. أنا إيثار، فتاة تتحرك بقلمها لتقتل الفكرة، ومن مساوئها أيضًا أنها لا تتجاوز الروعة حتى تقيّدها بين الأسطر


تجليّا لثلوثين في أحسن أوقات اليوم؛ حينما تدقّ ساعة صرصار الليل

أعتقد أن صوت صرصار الليل هو إعلانٌ لفكّ قيد الأقلام وتحرير الكلمات، ومنبهٌ لخوض رحلةٌ سرمدية بين القلب والعقل ولكن في هذا الوقت عن باقي الأوقات يميّز الرحلة قناعات وتبريرات رسخت في العقول التي اُحتلت من قِبل العواطف

بنهمٍ تصفحتُ أولى مقالات ثلوثين، وبشغفٍ كنت أبحث عن شعلة لتضيء عتمة أوراق أيامي ذات الثمانية عشر عامًا، ولا أخفي لثلوثين أني وجدت نفسي بين ثنايا أحرفهم

أنا إيثار حسن، طالبة ثانوية على وشك إرتداء القبعة، أكتب أيامي لأجمّد مواقفي وأعيد تعريف الأشياء من حولي وأخيرًا لأحول كل عاديّ إلى دهشة، وبالطبع قارئة وهذا ما ألهمني في مقال باسل إبراهيم لإرسال هذا المرسال الذي سأتحدث به عن فضول الطفلة إيثار حول الكتب

كانت لأبي مكتبة امتلأت تمامًا في عام ١٤١٤، وبالختم وثّق عليها ذلك الإمتلاء بها وعقله وغرفته. وفي العام العاشر من الألفين؛ حينما بدأت ذاكرتي تدوّن الصور، دوّنت اصبع أبي الممتدّ إليّ بصرامة لرفض ومنع الدخول إلى تلك الصومعة المحظورة، خشيةً من إشباع فضول الطفلة بكتبٍ تكبرها قرون، ولكنني لم أدرك حينها خطر العصيان وكنت أدخل خلسةً لتلك المكتبة في صباحات العمل.

كنت كل مرةٍ أدخلها بدهشة طفلٍ ذهب لمدينة الألعاب لأول مرة. تدهشني الأرفف الممتدة التي تغطي جدران الغرفة، وأتعجب لترتيب الكتب في هذه الجنّة، وبالإرتباك الذي يحفّ قلبي ويردع يديّ الصغيرتان للعبث بتلك الكتب المرتبة؛ أجلس على المكتب المرتفع وأمدد ساقيّ وأبدأ بقراءة العناوين، ومن تلك اللحظات انطلقت التساؤلات اللا نهائية بدايةً بـ: ماذا يوجد بجوف هذه الكتب؟  


ethaaaaar :حساب إيثار في انستقرام

Previous
Previous

شمولية الفن.. نظرة عبر منظور جديد

Next
Next

الفن والاستشراق