فن ما بعد الاستعمار

كلمات وعد العتيبي

تحرير إيـلاف

صادق رحيم، انتقال ٢٠٢٠. حقوق الصورة/ وزارة الثقافة السعودية

الفنون كوسيلة للتواصل والتعبير الثقافي

تعد الفنون وسيلة للتواصل مع الآخرين، وتمتاز بقدرتها على إثارة العواطف والمشاعر، ونقل رسائل وأفكار معينة. تعتبر الفنون أيضًا وسيلة للمعرفة والتحدي الفكري، حيث يتأثر التفكير الإبداعي بالفنون عبر الزمن ويتأثر بالثقافات والتغيرات الاجتماعية والتقنية. تلعب الفنون دورًا هامًا في توثيق التاريخ وحفظ التراث الثقافي.

نظرية الفن ما بعد الاستعمار

تعد نظرية الفن ما بعد الاستعمار نظرية ليبرالية تستكشف العلاقة بين الفنون وتأثير الاستعمار على الثقافات المستعمرة والمستعمرين. نشأت هذه النظرية في النصف الثاني من القرن العشرين استجابة للوضع السياسي والاجتماعي المرتبط بالدين والتحرر من الاستعمار. اهتم معتنقو الفكر ما بعد الاستعمار بتحليل علاقات السلطة والتمييز الثقافي التي فرضتها الدول الاستعمارية على الشعوب المستعمرة، وتأثير هذه العلاقات على إنتاج واستقبال الفن.

تأثير الاستعمار على الإنتاج الفني

يعتقد البعض أن الاستعمار والحيازة الثقافية ساهما في الإنتاج الفني في المجتمعات المستعمَرة، حيث تم تجاهل الثقافة المحلية وترويج الفن الغربي كمعيار للجمال والقيمة. من خلال نظرية الفن ما بعد الاستعمار، يتم تحليل هذه العلاقات الاستعمارية واستكشاف السبل التي يمكن من خلالها إعادة تشكيل الهوية الثقافية والتعبير الفني للشعوب المستعمَرة.

مجالات نظرية الفن ما بعد الاستعمار

تتجلى نظرية الفن ما بعد الاستعمار في مجموعة من المجالات الفنية والنقدية التي تهدف إلى إعادة تقييم القيم الثقافية والجمالية التي تم تعليمها في إطار الاستعمار، وتعزيز التعبير الثقافي المتعدد والتعبير الذاتي. من خلال إعادة تقييم تأثير الاستعمار على الفن، تسعى نظرية ما بعد الاستعمار إلى تحقيق التحرر الثقافي والسياسي للشعوب المستعمَرة والمساهمة في بناء عالم يحقق العدالة والمشاركة المنصفة.

مواضيع ومفاهيم ما بعد الاستعمار

تتناول نظرية ما بعد الاستعمار مجموعة متنوعة من المواضيع والمفاهيم المتعلقة بالاستعمار والفن، مثل الهوية الثقافية، والتمثيل، والمقاومة الثقافية، والهجرة واللجوء، واستعادة التراث، والنزعة إلى الفن، وغيرها.

وتعد تأثيرات نظرية الفن ما بعد الاستعمار هامة في توجيه المناقشات حول التراث الثقافي والممارسات الفنية الحالية. تسلط النظرية الضوء على أصوات المستعمَرين والمهمشين، وتساهم في إعادة تقييم القيم الفنية وتعزيز الوعي بالعدالة الاجتماعية. كما تسعى إلى بناء مجتمعات أكثر تضامنًا وتسامحًا.

الفنون المعاصرة ما بعد الاستعمار

الفنون المعاصرة ما بعد الاستعمار تتبنى المبادئ الأساسية التي ظهرت بعد انتهاء الاستعمار، وأصبحت وثيقة الهوية الثقافية للمجتمعات المستعمَرة. هناك عدة تغيرات رئيسية تميز الفنون المعاصرة ما بعد الاستعمار، ومنها:

أولًا: تنوع كبير في الأساليب الفنية: بدأ الفنانون من خلفيات ثقافية مختلفة في التعبير عن تجاربهم الشخصية والجماعية. تم تسليط الضوء على قضايا الهجرة والعنصرية والحرية، وتحمل الأعمال رؤى متنوعة وغنية.

ثانيًا: الابتكار في الوسائط والتقنيات: استخدم الفنانون المعاصرون تقنيات ووسائل جديدة للتعبير عن أفكارهم ورؤاهم، بما في ذلك التصوير والسينما والتقنيات الرقمية، مما يفتح المجال للتجارب الجديدة والتعبير الفني المبدع.

ثالثًا: التلاقي والاندماج الثقافي: تسجل الفنون المعاصرة ما بعد الاستعمار التفاعل بين التأثيرات الثقافية المختلفة، مما أدى إلى ظهور أعمال متعددة الأصول والتقنيات.

رابعًا: التركيز على السياسة والهوية: ركزت الفنون المعاصرة ما بعد الاستعمار على قضايا السياسة والهوية والقوة الثقافية. تناولت قضايا العدالة الاجتماعية والهجرة والذاكرة الجماعية، وسعت إلى الإثارة والتوعية والتحفيز على التفكير والتحرك الاجتماعي.

خامسًا: تحدي الأطر الفنية التقليدية: تشهد الفنون المعاصرة ما بعد الاستعمار تحديًا للقواعد والتقاليد الفنية المرسومة، حيث تم استكشاف أشكال جديدة واتسعت آفاق التجريب في التعبير الفني.

أعمال بعض الفنانين المعاصرين الذين تأثروا بالاستعمار إيمانًا بهذا التأثير

وجيشوانغ : الفنان الصيني الذي تعايش مع فترة الاستعمار الياباني في الصين، وأعماله الفنيه تظهر التأثر بالتقنيات الغربية

الفنان فاروق حسني أبرز فناني الجيل الثاني في مصر كان يستخدم التجريد في أعماله لكي يعبر عن حرية التعبير


أسئلة من ثلوثين للمناقشة

.حفزكم المقال للتأمل؟ شاركونا وأثروا مربع النص في أسفل الصفحة

:هذه بعض التساؤلات لفتح باب الحوار

كيف أثّر الاستعمار على الإنتاج الفني في المجتمعات المستعمَرة؟ وهل يمكن للفن أن يكون أداة لاستعادة الهوية الثقافية لهذه المجتمعات؟

ما هي الأساليب التي يمكن استخدامها لإعادة تشكيل الهوية الثقافية والتعبير الفني للشعوب المستعمَرة بعد انتهاء الاستعمار؟

كيف يمكن لنظرية الفن ما بعد الاستعمار أن تسهم في تحقيق التحرر الثقافي والسياسي للشعوب المستعمَرة؟ وما هي التحديات التي تواجه تحقيق هذا الهدف؟

ما هي المجالات الفنية والنقدية التي تتجلى فيها نظرية الفن ما بعد الاستعمار؟ وكيف يمكن لهذه المجالات أن تعزز التعبير الثقافي المتعدد والتعبير الذاتي؟

كيف يمكن للفنون المعاصرة ما بعد الاستعمار أن تساهم في بناء مجتمعات أكثر تضامنًا وتسامحًا؟ وما هي الأمثلة على ذلك؟


المراجع

https://www.artnet.com/artists/wu-guanzhong/

https://www.marefa.org/%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%82_%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%8A

Previous
Previous

الفنان حكيم عاقل

Next
Next

العمل الفني: الابتكار من الداخل والتفاعل مع الخارج